-=[مـنـتـديـاتے شبابے كريـزيے اويے نـلـتـقـيے لـنـرتـقـيے]=-
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

-=[مـنـتـديـاتے شبابے كريـزيے اويے نـلـتـقـيے لـنـرتـقـيے]=-


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقتطف من رواية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هتلر
نائب المدير العام
نائب المدير العام
هتلر


ذكر
عدد الرسائل : 15
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

مقتطف من رواية Empty
مُساهمةموضوع: مقتطف من رواية   مقتطف من رواية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 12, 2008 5:51 am


مقتطف من رواية

" صهيل المسافات "

دار شرقيات للتوزيع والنشر، القاهرة 1999 ص ص 187 – 195



"يحكى .. يقال .. غير معقول"!!
هذه عناوين حملتها صحف بيت جنان في تلميح أو غمز حول ما وقع لي. وأشدها إيلاماً ما جاء في إشارة "جريدة الرسالة" حيث أمعنت في وصفي حتى التحديد.
وتحتمي زهرة بالصمت والصبر ثم تحتمل ثورتي وانقباضي بعد أن عجزت عن إخفاء ما كتبوه عني.
مِنْ لا مكان .. وبلا انتظار .. تحدث معجزة الفرج.
ومن غير توقع، تتصادم الأحداث وتتقاطع ويضطرب عالَم ساكن ليصير درباً للنجاة.
وبلا حسبان تمتد يد الأقدار تنتشل الغريق من هوةٍ بحرٍ تحوّم فوقها غربان الجوع.
وطريدة أنا .. صالح أيوب من غابرة .. في فلاة تحاصرها الكواسر والجوارح.
وعاجزة وحدتي في تجمع عشيرة ورباط يناصر بعضه بعضاً ظالماً أو مظلوماً.
من زوابع الحقد، من صرخات الثأر للشرف المداس والدم المسفوح حلالاً على فراش الحب وفي غفلة منهم .. ومن تناثر الكلمات والهمس .. تشفياً .. غبطة .. رفضاً .. موافقةً. ومما سمِعَتْهُ زهرة في أروقة المكاتب .. نسَجْتُ تفاصيل ما حدث.
ابنة أخ الرئيس تزوجت خادمها .. وفي رواية أخرى أنه سائقها .. وتغنّت الفتيات بالرجولة الفقيرة .. وسبحان من أعطى، حين منحته السماء مقاييس قد لا تعرفها أجساد المال والأصل..
وتصر همسات أخرى على أنها ما كانت لتجازف لولا محاولتها تدارك الإثم والخطأ في ليالي الوحدة والحرمان .. وسلالة امرأة العزيز طويلة وممتدة في مسافات الأيام وتصهل بالرغبة.. وحكايات الحريم في ليالي بيت جنان .. خاوية .. باردة .. وموحشة .. تلك القصور والفيلات موصدة أمام ما هو ذكر .. إلا في أحلام نسائهن ومخيلات العذارى.
وأقسمَتْ بعضُ من يعرفن الهاربة، أن حقائبها اعتادت كتباً ومجلات وأشرطة تعود بها من رحلات الصيف في أوروبا مما يستبيح كل المحرمات .. تعرّي وتجسم وتفرد وتبارك وتصور ذكورة تشبه ما يملكه ذلك الخادم الفاتن..
تصهل المسافة ما بين السيد وخادمه بالرغبة في اختزالها .. يقهرها حضور ذكوري لا تحتمله ليالي الخواء وسهاد الوحدة .. والذكورة الممنوعة صور وأوضاع وهمس ملتهب يلح بالتجربة. وأجساد تتوهج بنيران لا تطفئ .. فتنتفض عذراء تكسر رتابة الحياة، وترمي مسوح الملائكة القسرية .. وتكفر بصورة الطهر .. تنفضها في غفلة من ذكور الأهل والعشيرة. تسمح للجسد أن يتحرر من إسار الممنوع وغير الجائز وما لا يليق، فتندفع إلى حضن دافئ وجسد ممشوق فاتن وحاضر.
ومذهلة قوة الرغبة وتناميها حتى اجتياح كل الممنوع وهدم الأسوار المنيعة.
تستوي رغبة القهر هذه، في الإنسان والمدن.
تثور امرأة بغزيرة الحب وعاطفته .. فتطوي مسافة الممنوع ونواميس القبيلة.
وتثور برلين على سور يفصلها عن حياة أجمل وأفضل وأشهى، فتجتاح سوراً روته دماء محاولات أولى كثيرة لاختراقه.
ومحير مدى تلك المسافات التي تتمرد بعدها الروح حتى تكسر القيود والأطواق. أن تجنح وتنعتق بعد صبر.
وما مدى الاحتمال وقوته قبل أن تنفلت نفس في مغامرة تدرك أن فشلها يعني الموت.
وأنّى لعاشقةٍ في زخم عاطفتها أن ترسم طريق الهرب مع من تحب إلى حدود لا تطالها فيها سيوف العشيرة، بينما هي حبيسة القصور.
رتَّبَتْ سفر من تحب قبلها .. هكذا تقول الشائعات .. ثم لحقت بالخادم الحبيب تحمل كل نفيس وكل حساباتها في أوروبا إلى دولته الآسيوية.
شغلتني قصة الحب وحيرتني ودوختني كالآخرين. بكل إلحاح الأسئلة وطول التخيل.
هل تشتعل النساء كالرجال بالرغبة حتى أن تطغى على المنطق والعقل؟
هل تشبه امرأة ما حمود الواشلي مثلا؟
وَمن مِن نساء الأرض تشبهني أنا؟ هل هي زهرة؟
طويلاً دربتها أن تستجيب لي .. ومن سونيا تعلمت كيف أطلق رجولتي من عقالها. أن أصير ذكراً حضارياً في مخدع امرأة مجرّبة. أن أكون أحد كهوف الغموض في جبال غابرة وأقبل أن تعانق سونيا وتواقع كل سحر التاريخ الذي يشغلها في جسدي. أن أروي ظمأها إلى زمن غابر أتعفف منه. غامض وآسر لها، ولكنه ثقيل ومتخلف وأنفضه عن جسدي بالهروب إلى عالمها.. ولكن سونيا تهجرني حين تعجز عن شدي إليه.
تختلف النساء. ومحيرة شهواتهن. وبيت جنان في أيامها مشغولة بامرأة لا تشبه زهرة .. ولا سونيا، وقد تكون من نسل امرأة العزيز.
وهائج الغضب الذكوري الجريح .. وعالية تلك الصرخات الذبيحة تلاحق الخارجة عن نواميس القبيلة، تطالب بغسل العار بالدم.
تندحر كل قضايا الحياة .. تُختصر في علاقة رجل بامرأة، لا قبلُ ولا بعدُ. وحتى الاقتصاص بسيوف الرجال.
وكل الذكور في غابرة ممن عرفت .. ولاحقاً في منافي الاغتراب الطوعي أو القسري، وحتى بيت جنان، في أسفارهم خارج الحدود .. أو في ظلال الأسوار تحيط مجالسهم، كلهم استباحوا مواثيق العفة وغض البصر، ومعاركهم وانتصاراتهم الحقيقية لا تتجاوز مخادع النساء أو مراتع الأنوثة الرخيصة.

امرأة واحدة سمحت ليدها أن تمتد إلى حق شرعي، لحظة أيقنت أن الحقوق لا تعطى ولكنها تؤخذ. جبراً، قبضاً، ورغماً .. شمّر لها الذكور عن سواعد الرفض، وسنّوا سكاكين التكافؤ، وزمجروا وأرعدوا وأزبدوا وراء طريدة ما لا يجوز.
تتزوج خادمها يا صالح! أتقبل ذلك لابنتك؟ ورغماً عن أهلها؟
صَرَخَتْ زهرة في وجه تعاطفي إذ يدفعني إلى حماية امرأة تحب حتى التعرض للموت.
حدب خفي يربطني بفتاة لا أعرف. قدَر يجمعني بها .. ظلم الملاحقين لكلينا، يجتاحني العطف والرأفة. تسكن قصتها نفسي وفكري.
قليلة هي القصص والحكايا التي تظل حية في ذاكرة الأمم لأنها لامست أوتار إحساس إنساني متوارث.
ويستولي غريب على التفكير ويستحله، لأن قصته حركت في النفس ما عجزت عنه حكايا الآخرين، خيط ما يميزه، عطف، كره، أو ربما استنكار عميق.
دافعت صمتاً وجهراً أمام زهرة عن عاشقة تهرب بحبها في متاهات ليل فاصل.
حب مختلف وكبير فقط قادر على تجاوز ليل الخطر ولحظة الفصل. أن يخاطر محب لينجو بهواه أو يموت به ..
وحب مذهل تطير به امرأة إلى بلد غريب لا تعرف فيه إلا رجلاً تعشقه.
تتسع القلوب لكل الآخرين في انكسارها .. تمتد منها خيوط الترابط والعطف والمشاركة.
يعذبني إلحاح السؤال .. ماذا لو خذلها ذلك المعشوق؟ ولكني أطرُد الهواجس السوداء، وأبحث عن مزيد من أخبارها في عجزي عن الخروج وآلام الكسور.
دخَلَتْ أحداث العشق منعطفاً آخر.
هذا ما جاءت به تقارير زهرة .. تسمعه من الآخرين .. فأدركت أن انتظاري لقرار الرئيس حولي سيطول..
قالت مشدوهة:
- صالح .. أتدري .. طالبت بيت جنان اليوم رسمياً باستردادها.
وتناولت أحاديث زهرة انقسام الآراء حول الحجج والذرائع المطروحة: "وجوب موافقة الولي في زواج البكر" ..
"عدم التكافؤ يبطل عقد النكاح" ..
"الضرر البيّن في خادمٍ تجرأ على سيدته" ..
"نستعيدها أو نقطع العلاقات مع دولة العريس"!
وخسرت بيت جنان معركتها. حين ردّت دولة العريس:
"بل التكافؤ غير الطبقية" ..
"للقاضي تزويج البكر في تعسف الولي بحقه" ..
"لا علاقة للسياسة بقضايا القلوب" ..
أما ما جَبّ كلّ ما عداه فكان:
"لا يَبْطُل نكاح امرأة بعد حملها حتى ولو تزوجت بغير رضى الولي"!
أبقت بيت جنان على علاقتها الدبلوماسية مع حكومة العريس بعد اجتماع مطول قرر فيه العقلاء والحكماء مع الرئيس إخماد اللظى بالصمت. فالفضائيات ووكالات الأنباء العالمية تتصيد أموراً كهذه .. وصحف التابلويد تشتم روائح القصص لتلوكها.
أبقت بيت جنان على السفير الآسيوي، ولكنها طردت كل العمال الوافدين من بلد العريس بإنهاء عقودهم فوراً.
ثم انشغلت بيت جنان بالرد على حملات منظمة حقوق الإنسان .. وما يقال تصريحاً أو تلميحاً في الفضائيات الغربية حول خطوة بيت جنان ودوافعها.
ردت بيت جنان: "بل خطواتنا كانت بسبب انخفاض أسعار البترول .. والأزمة الاقتصادية العالمية .. وانهيار الأسواق الآسيوية" .. وامتنعت عن التعليق على أسئلة تعتبرها سيادية وخاصة.
التزمت الفضائيات العربية الصمت .. فهذه قضية شخصية تخص بيت جنان .. والدول الأخرى والجامعة العربية مهمومة بما هو أكثر من قضية حب شخصية.
وما بين الرأفة على تلك المرأة والامتنان لها توقفت طويلاً.
محيرة تلك المصادفات.. تتدبرها قوة تحميك على غير تدبير منك. ويقع فعل ما في زمانك ومكانك دون غيرهما .. فتتغير المقادير.
تصير عاشقةٌ لا أعرف جزءاً من يومي، حين أعلنَتْ حبَّها ثورةً على كل القيود في يوم هو لنا معاً .. انتصارها.. وانكساري.
أي شوق مشبوب ذاك الذي لم تسعه أجنحة القصور الصامتة إلا من الريَب والتوجس والترصد. شوق حي في الذاكرة تزمجر به زوابع المخيلة .. ذلك الصمت الممتد على جوانب طرق ضيقة إلا من آهات تتناثر أحياناً في الليالي الطويلة المكتومة .. شوق حتمي التشابه مع ذاك السكون المطبق فيما وراء أسوار الحريم في غابرة أو بيت جنان .. فكيف تأتّى للحب أن ينتفض في موات الصمت وفي انسجام مع أحداث حياتي؟
أي توافق وترابط وتقاطع يشغلهم بها عني؟
تتصاعد الأحداث وتتناسل تداعيات كثيرة. تُطلَّقُ أمّ الفتاة لأنها شُغِلَت عن صبية تعشق حتى الهرب. بل قيل إن البنت هربت بتحريض من أمها .. ويقسم آخرون أنها مدتها بالنقود وشاركت بالتدبير .. ويقول فريق ثالث: حرام!! .. لقد صعق الأمة الخبر كالآخرين.. فسقطت مغشياً عليها!
في تناقُضُ الروايات تضيّع الحقائق وتنطلق المخيّلات.
وقصيرة هي حكايا الحب حين تختار الزواج نهايةً لها .. يخبو بريقها وتخمد إثارتها.
وعادية فاترة أشواق يطفئها ظمأ الأجساد.
وتعيش القصص بنهايات فاجعة أو مشبوبة أو بخاتمة غير عادية.
نسيَتْ بيت جنان قصتي في غمرة الأحداث وانتظارها!
وبطيئة أيام الترقب، وساعات التوجس تراوح مكانها، حين ينفضُّ الخلان فيسلمونك لغضب الخيبة وجحود البشر. وتصير الأيام انتظاراً لمخاض المستقبل .. وتظل وحيداً وعائلتك.
تتشابه نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية .. وواحدة هي وجوه وتوقعات المحللين يؤكدون انهيار أسواق النفط .. وتبد الصحف تشير إلى تقارب ما بين بيت جنان وغابرة وجْدَيْدَة لإنقاذ الأسعار.
حفظْتُ أسماء البرامج ومعديها في محطات مختلفة .. وقرأت كثيراً دونما تركيز قبل أن يزيل الطبيب قالبَ الجبص عن ذراعي وساقي .. وما زلت في إجازة رسمية.
صوت الرئيس جاءني فجأة .. قلقا.. وخشنا.. وموجزاً:
صالح. سيصدر مرسوم اليوم لتكون سفيرنا في جنيف.
والجامعة؟
- ستنقل إلى الخارجية .. سأطمئن عليك أكثر وأنت في الخارج.
عاصفٌ اقتلاع الجذور ومربك .. فأترنح.
وواحدة هي مرافئ المنافي ..
وتتشابه مطارات الاغتراب إذ تطاردني غابرة ثم بيت جنان.
وتفقد مدن الترحال القسري خصوصية جمالها وتمايزها .. يستوي فيها سماء الثلج .. وأفق تحجبه رمال الصحراء .. صقيع الجبال أو هجير الفلاة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هتلر
نائب المدير العام
نائب المدير العام
هتلر


ذكر
عدد الرسائل : 15
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/02/2008

مقتطف من رواية Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقتطف من رواية   مقتطف من رواية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 12, 2008 5:52 am

وحدي ، وترحال لا رادَّ له، مع امرأةٍ ارتبطت بي .. وأطفالٍ أنا والدهم.
وتضيق .. تنطبق حدود الأوطان بلا فسحة للوقوف . فتصهل المسافات بالآتي والجديد ..
بلا توق أُساقُ إلى المغامرة والمختلِف. وتنتصب أمامي في الأفق حدودٌ أعرفها .. أنا صالح أيوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتطف من رواية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
-=[مـنـتـديـاتے شبابے كريـزيے اويے نـلـتـقـيے لـنـرتـقـيے]=- :: المنتدى الادبى :: القصص والروايات-
انتقل الى: